الخميس، 16 أبريل 2020

العائلة

لا تعتقد أن الحياة تمتلئ بالاختيارات وطرق عديدة مختلفة ولك الحرية التامة في اختيار حر حسب رغباتك ! أنت مجرد نتيجة لبدايتك التي لم تختارها , العائلة شكلك امكانياتك مستواك الاجتماعي المالي , لذا الطرق والاختيارات تكون على حسب هذه البداية .
لن يُعقل أن يتاح لك أكثر من قدراتك وإن حدث فلا مجال لهذه الطرق .
العائلة هي المنشأ الأول لك وتحديد شكلك أصحيح أم معوج , سواء داخليا أو خارجيا , العائلة هي السند الأول أو أول اسباب الهدم والزعزعة لديك , العائلة هي أرضك الثابتة لتبدأ تعلو أو موجة البحر التي تغرقك , العائلة هي مجرد مرآة لحياتك المستقبلية .
ولكن قد يظهر لك يد شخص شئ يأخذك من طريق معوج أو غير واضح لطريق واضح تعرف فيه نفسك التي لم تعرفها , ولكن هذه المعجزة ليست متاحة للجميع بل للقلة .

نحن والحياة لا نمشي جنبا لجنب بل الحياة تسبقنا بخطوات عديدة جدا , نعيش كل مرحلة متأخرة عن الحقيقي لها , نعيش الطفولة في الشباب , والشباب والطفولة في الكِبر , لا نتواكب مع الحياة في أي خطوة , لا نملك الاستراحة بل نركض نجري نهرول وراء ماذا ! لاشئ مجرد سراب .
نوافق على المتاح لأن ما نريده بعيد جدا بالرغم من كونه شئ بسيط وإن امعنت النظر فيه تجده حق سلبته منا الحياة بالبداية . تخيل تتمنى حق لك ولا تجده فماذا لو تمنيت شئ يستحق التمني فعلا !

الخميس، 5 مارس 2020

وهم   

كانت تبحث عن سبب لتعود لذلك الوهم التي كانت تعيش فيه وكانت تتخيل فيه سعادة هي تعلم أنها مزيفة , ولكن لم تجد سبب لتعود , حتى الوهم أصبح واقعي كواقع الحياة المر الذي تعيشه .
كانت تبحث عن الإرادة لا لتتغير ولا لكي تكن أفضل بل لتنفصل عن الجزء الباقي منها ويمر ما تبقى لها بالحياة بسهولة وسرعة , فهي تعلم أنها كما لا تمتلك الإرادة لتعيش كما تريد وتحب , لا تملك الإرادة لتموت . 
كانت تعتقد أن أحلامها مزيفة ولكن مع الوقت أصبح لا فرق بين أحلامها وواقعها , فكلاهما مزيف . 
كانت نعم كانت بفعل الماضي برغم أنها مازالت تتنفس ولكن ليس كل من يتنفس حي , الكثير أموات ولا قبر لهم بعد , الكثير أموات ولكن أجسادهم فقط معنا وأرواحهم آه أرواحهم ضاعت ضاعت منذ زمن . 
كانت تميز بين الواقع والخيال بأن خيالها حلو نعم حلو كقطعة شيكولاته بعد عناء يوم طويل تكافئ نفسها عليه , بينما واقعها هو المر بل مرار كُتب عليها ولها فقط . الآن لا فرق بينهما ولا تعلم لِما . 
كانت تعتقد أن العيب بمن حولها وأن الحياة ظلمتها بوجودهم , الآن تعلم أن العيب والخلل بها , هي العيبوبة هي المخطأة هي التي لا يتحملها أحد , إنها لا تتحمل نفسها . 
كانت تعتقد أنها تمتلك بعض الأشياء المميزة , ليست كثيرة ولكن القليل لديها مميز , الآن أصبحت تعلم ومتأكدة أنها لا تمتلك أي شئ لا مميز ولا عادي , لا تمتلك أي شئ لتعطيه أو لتمنحه لأحد . 
كانت مجرد وهم , حياتها كالسراب نعم كذلك السراب الذي يجعلك تواصل المشي رغم تعبك وإرهاقك لتواصل كذبة خلقها عقلك . عاشت وهم واعتقدت أنه قد يتغير ويصبح شئ حقيقي . 
كانت كمن يبحث عن واحة بالصحراء , كمن يرى في البحر أمن واستقرار , كانت غبية , غبية .