الأحد، 4 يوليو 2021

 وأمتلك روح فارغة ، لا تحتوي على شئ سوى الفراغ والعدم . ألا يكفي كونها ضائعة تائهة مشردة وتشردني معها ! ألا يكفي وجودي وعدم وجودي بسبب تخليها الدائم عني ! ألا يكفي ! 

كيف أستعيد روحي ! كيف أقيم جسر ولو مؤقت بيننا ! كيف اجعل عقلي وكياني راغب في الهروب من كل وأي شئ ! 

ولكن لِما ! هل أنا من خذلتها لذا ابتعدت ! أم أننا مختلفين لذا تنفر مني ! أم أني غير موجودة حقيقية بل وهم بصورة ما وذلك سبب الفراغ . فكونك حقيقي حي لن يجعلك فارغ . لعلِ مجرد ظل ، ظل عابر ويزول . 


الأربعاء، 23 يونيو 2021

 المشكلة ليست أنك لا تعلم لذلك تصاب بالألم والخيبة ، أنت تعلم ولكن تختار أن تتجاهل ما تعلمه ، تختار أن تقنع نفسك أنك مختلف بموقف مختلف ، تختار أن تتجاهل تنبيه ذلك الإنذار العملاق بداخلك وجعله صامت . أنت لا تملك عقل غبي بل تختار الغباء ، لسبب بسيط هو رغبتك الشديدة في التجربة والأمل ، في المعرفة المختلفة ، في التخلي عن حذرك ، في خروج روحك الحبيسة ، في العثور على الواحة الخضراء بمياهها الباردة . ما الذي يدفع العقل لأن يصدق السراب ويقنع الجسد المتعب المتهالك بالاستمرار في المشي سوى الرغبة في حال أفضل والأمل في راحة تستحق كل ذلك الألم ، فلا متعة حقيقية بدون ألم .

الحياة تعتقد أنني أحب عنادها وأسعى لأكون نداً لها ، تعتقدني أسعى للمستحيل وأتلهف له واتحداها ، وهذا غير صحيح ، أتمنى فقط قمة ما أريده لا الوسط ولا جزء منه ولا غيمة صغيرة ، اعشق التطرف فإما كل كل شئ أو لا لاشئ . وليس ذلك حالي بكل شئ بل فيما يخص تلك الانا الاخرى التي تحتلني وتتحكم بي وهي محقة . لذا الرفض أحيانا ليس دليل تحدي بل احتياج تعويض . ولعل التطلع في الماضي لِما هو أكبر مني له سبب بل أسباب عديدة ، فكونك تتقبل القليل مما تمنحه لك الحياة ولا تهتم ، يجعلك عندما تتمنى وتحتاج وهو شئ واحد فقط يكن بقرب أعالي الجبال ووصولا للسماء . 

الثلاثاء، 22 يونيو 2021

هي

هي تعلم أنه لم توجد بعد الكلمة التي تحتوي كل الكلمات ، فلعلها كلمة .  ولم يوجد بعد ما يطيب ما بداخل الروح . ولم يوجد بعد من يفهمنا لا لأننا متميزين أو أفضل من غيرنا بل لأننا نتمنى اللاموجود والطمع به ، نطلب العوض نطالب بحياة ، نتمناهم كصدفة المحار نحتمي فيها وبها فتكن ملجأ وسكن وأمان . هي تعلم أن للأحلام حدود ، وللسعادة وقت أو زمان أو مكان ما ، وأن المعنى لما يحدث لنا وليس نحن المعنى ! 

وذابت بين عالم الواقع الذي لم تختاره وعالم الخيال الذي تهرب له ، اختلط العالمان معا فلم تستطع التفرقة بينهما ولا انتزاع نفسها منهم . ولأنها لم تجد نفسها في أيا منهم ، فكان الأفضل ترك كل شئ والتخلي عن كل شئ ، لا للبدء من جديد بعالم آخر وحياة آخرى مختلفة بل بالتقوقع داخل ذاتها والاحتماء فيها وبها وخلق عالم لها ، والخارج مجرد عدم كالذي يحيط بالكون ، موجود ولكن بلا وجود .

الخميس، 18 فبراير 2021

العُمر

 كيف نحسب العمر ؟! بشهادة الميلاد أم بعدد أيام سنوات عشناها فعلا ! أم بالمواقف التي نتذكر خيرها ولعلها السبب في عدم الوقوع أم بالخيبات التي جعلتنا أكثر عزلة هشاشة ! أم لا يهم أن تكون بالحياة مئة عام بلا شئ مميز فيها بل المهم ما عشته بقلبك وكيانك حتى لو لحظة . لا أعلم .

ولا أعلم ماذا أريد ولا ماذا تريد الحياة مني ولا ماذا تريد مني نفسي . وكأني أدور بدائرة شديدة الإغلاق محكمة وتضييق ، وأنا أدور بها بسرعة وبقوة وبغضب ، ولا أعلم لِما . فلِما لا أستسلم وأكف عن الركض والبحث والسؤال ! لِما لا أكف عن الانتظار وأبتعد عن الأمل ! لِما لا ! 

الخميس، 7 يناير 2021

مزاج متقلب

 قالت لي : بلحظات ما يتملكني شعور بالضعف والهشاشة غير طبيعي ، لو سُلط على ضوء لعبرني وتسرب داخلي كأني لاشيء كأني فراغ . دائما مشكلتي في تقلباتي الغير مبررة  والتي بلا أي سبب ، اتقلب بين جمر النار وقطع الثلج في لحظة . دخول الناس بحياتي مرتبط بحالتي وقتها ، لا بهم ولا بأحاديثنا بل بغباء حالتي وحدها . ولكن لحظات التدفق في الكلام تأتي على فترات بعيدة جدا وعندما تأتي لا أريد الحديث عن شئ محدد بل الانهيار ، كـانهيار سد أمام إعصار في محيط ، الغريب أنه لم يحدث في حياتي كلها أن تدفقت في الحديث أو اخرجت جزء مما بداخلي ، وكأن السد كلما اعتقدت أنه سينهار أصلح نفسه وصمد قليلا أو كأن كثرة الضغط عليه جعلته منيع ، أو لأنه لا يوجد من اتدفق معه فقد يبدو البعض مختلفا في البداية ولكن مع الوقت تجد التشابه ، فالكل متشابه والنهاية متشابه وحتى أنا لست مختلفة بل متخلفة إلي حد ما . .. أحوالي تتغير لا لا بل تتقلب من الشئ لنقيضه ، كنت بالسابق أجد في الكتابة متعة ومنفذ لي ، وسيلة بديلة عن الكلام وعن الصراخ أيضا . الآن أجد متعة وراحة أكبر في محو كل ما أكتبه . فالكتابة محاولة لملء فراغ الصمت ولكن لِما تغيير حالة الصمت ! لِما نملأ الفراغ ! 

الأربعاء، 6 يناير 2021

كانت

 كانت تعلم أن مواجهة نفسها بحقيقتها شئ مؤلم صعب ، وعلمها بحقيقة قدراتها وحقيقة ما تواجه وحقيقة الواقع صعب ولكن مهم . كانت تعلم أن صعوبات الحياة كثيرة ولكن أصعبها ما يتعلق بك وبمواجهتك لنفسك ، أن تعلم مدى هشاشتك برغم إدعاءك القوة ، قرار أحيانا يكن جيد ولكن مع الوقت تصدق حتى تأتي اللحظة التي تصفعك فيه الحياة بقوة ، أن تعلم وتعترف أنك المخطأ الوحيد في حق نفسك ، والأهم  ضرورة الفصل بين خيالك المهرب الجميل الناعم والواقع الحقيقي أيا كان صعوبته مرارته ! كانت مستعدة للتخلي والتنازل عن كل ما تمسكت به يوما ، بل والاتحاد مع نفسها إذا وجدت ما يستحق ذلك . كانت كـحبات المطر متماسكة ضعيفة . كانت تتمنى فرصة وعندما جاءت كان بعد فوات الأوان . كان يرتسم على وجهها مسحة حزن منبعها من الروح ، فوجهها دائما مجرد مرآه لروحها .  

كانت كلما نظرت للوراء لتبتعد عن التفاصيل لرؤية الشكل العام لحياتها ، بحثا عن نمطاً ما يجعلها تفهم الحياة ، فوجدت أنها وتيرة واحدة وطريق ثابت مع مواقف وأشخاص بنفس المواصفات ، وكلما اجتهدت وحاولت الخروج لطريق فرعي ما ، أرغمتها على العودة لنفس الطريق المعتاد ، حتى الطرق الفرعية لا تختلف كثيرا بعد مضي الوقت عن طريقها . كانت مهزومة كـغزال ظل يهرب طوال الوقت من كل صياد وكل مصيدة وفي النهاية وجد نفسه على الحافة ! هرب من ألم ليقع في أشد منه ، ولا يعلم أأخطأ الطريق أم هذا طريقه الذي كُتب له ! أأكان عليه الاستسلام بدلا من المقاومة ! ولكن خوفه من الأسر أكبر من خوفه من الموت , لم يكن لديه فرصة أبدا لم يكن لديها أي فرصة . كانت وصلت لاقتناع أن ما كُتب لك سيكون لك ، هذا يجعلك راضي من جهة ومتعجب من جهة آخرى ، ما تحدد لك من قبل أن تأتي للحياة لا سبيل لتغييره ، وكلما حاولت الخروج ستجد نفس الوتيرة ولكن بداياتها مختلفة ومع الوقت ستجد نفس القالب .

كانت بلا عقل ولا تمتلك منطق لأفعالها ، تمتلك من الحماقة ما يتعدى الممكنات واللاممكنات الموجودة بالكون كله ، تملك في لحظة كل الرضا اليقين الأمل وبلحظة آخرى تمتلئ بالسخط الغضب الشك ، دائما غائبة قلبا روحا كيانا عقلا وحاضرة جسدا بلا حياة  ، تؤمن أنها لا تستحق شئ ولكن تنتظر ما لا تعلم ، مع أنها بلا رغبة بلا معنى بلا حياة . كانت تُجبر على معارك لا يد لها فيها وتخاف من عدم خوفها من شئ . كانت كلما تلقت ضربة من الحياة قست على نفسها اكثر ولا تعلم لِما . كانت تمنح الوهم حياتها وتشغل نفسها باللاشئ لعلها تتلاشى . كانت لا تنتمي لمكان ولا لزمان ولا لأحد ولا حتى تنتمي لنفسها . كانت حبة رمل في قلب إعصار . كانت لاشيء مجرد رجاء يتكأ على صدفة ، لا بل مجرد خطأ ، معطوبة . كانت فارغة فارغة تماما وعندما بدأت بسد فراغها وجدت نفسها ممتلئة بالثقوب ، لم تعلم أن الخلل بها لا بالفراغ ! كانت دائمة الركض مع أنها تعلم أن لا مكان تصل إليه ولم تتحرك من مكانها يوما . كانت تقف على حافة الشك في كل وأي شئ حتى وجودها . 

كانت محاطة بالعديد ، والجميع يتهمها بأنها مختلفة شاردة ، لا تحب الكلام ولا الشكوى ولا تتحدث عما يشغلها ويضايقها ، تسمع النصائح عليك بالفضفضة ، عليك بالاتكاء على أحد حتى لا تنهاري ، عليك بمشاركة من حولك بما يجري لكِ . طوال الوقت تسمع نفس الحديث ومن الجميع ، ثم في لحظة مجرد لحظة قررت أن تغمض عيناها وتتحدث أو الاتكاء أو حتى الصراخ ، فتحت عيناها فلم تجد أحد حولها . علي الاعتراف أنا وحدي وحدي تماما . كانت تعلم أن أشد ما أرادته يوما هو صديق للتحدث معه كما اتحدث مع نفسي ، صديق أحدثه عن عيوبي وجانبي المظلم ، عن جنوني وتفاصيل أراها ويغفل عنها الجميع ، عن ضعفي وهشاشتي ، عن الأمس الذي كسرني ، عن حقوقي التي سلبتها الحياة مني ، عن الغد الذي لا أريده .