الخميس، 5 مارس 2020

وهم   

كانت تبحث عن سبب لتعود لذلك الوهم التي كانت تعيش فيه وكانت تتخيل فيه سعادة هي تعلم أنها مزيفة , ولكن لم تجد سبب لتعود , حتى الوهم أصبح واقعي كواقع الحياة المر الذي تعيشه .
كانت تبحث عن الإرادة لا لتتغير ولا لكي تكن أفضل بل لتنفصل عن الجزء الباقي منها ويمر ما تبقى لها بالحياة بسهولة وسرعة , فهي تعلم أنها كما لا تمتلك الإرادة لتعيش كما تريد وتحب , لا تملك الإرادة لتموت . 
كانت تعتقد أن أحلامها مزيفة ولكن مع الوقت أصبح لا فرق بين أحلامها وواقعها , فكلاهما مزيف . 
كانت نعم كانت بفعل الماضي برغم أنها مازالت تتنفس ولكن ليس كل من يتنفس حي , الكثير أموات ولا قبر لهم بعد , الكثير أموات ولكن أجسادهم فقط معنا وأرواحهم آه أرواحهم ضاعت ضاعت منذ زمن . 
كانت تميز بين الواقع والخيال بأن خيالها حلو نعم حلو كقطعة شيكولاته بعد عناء يوم طويل تكافئ نفسها عليه , بينما واقعها هو المر بل مرار كُتب عليها ولها فقط . الآن لا فرق بينهما ولا تعلم لِما . 
كانت تعتقد أن العيب بمن حولها وأن الحياة ظلمتها بوجودهم , الآن تعلم أن العيب والخلل بها , هي العيبوبة هي المخطأة هي التي لا يتحملها أحد , إنها لا تتحمل نفسها . 
كانت تعتقد أنها تمتلك بعض الأشياء المميزة , ليست كثيرة ولكن القليل لديها مميز , الآن أصبحت تعلم ومتأكدة أنها لا تمتلك أي شئ لا مميز ولا عادي , لا تمتلك أي شئ لتعطيه أو لتمنحه لأحد . 
كانت مجرد وهم , حياتها كالسراب نعم كذلك السراب الذي يجعلك تواصل المشي رغم تعبك وإرهاقك لتواصل كذبة خلقها عقلك . عاشت وهم واعتقدت أنه قد يتغير ويصبح شئ حقيقي . 
كانت كمن يبحث عن واحة بالصحراء , كمن يرى في البحر أمن واستقرار , كانت غبية , غبية .