الأربعاء، 23 يونيو 2021

 المشكلة ليست أنك لا تعلم لذلك تصاب بالألم والخيبة ، أنت تعلم ولكن تختار أن تتجاهل ما تعلمه ، تختار أن تقنع نفسك أنك مختلف بموقف مختلف ، تختار أن تتجاهل تنبيه ذلك الإنذار العملاق بداخلك وجعله صامت . أنت لا تملك عقل غبي بل تختار الغباء ، لسبب بسيط هو رغبتك الشديدة في التجربة والأمل ، في المعرفة المختلفة ، في التخلي عن حذرك ، في خروج روحك الحبيسة ، في العثور على الواحة الخضراء بمياهها الباردة . ما الذي يدفع العقل لأن يصدق السراب ويقنع الجسد المتعب المتهالك بالاستمرار في المشي سوى الرغبة في حال أفضل والأمل في راحة تستحق كل ذلك الألم ، فلا متعة حقيقية بدون ألم .

الحياة تعتقد أنني أحب عنادها وأسعى لأكون نداً لها ، تعتقدني أسعى للمستحيل وأتلهف له واتحداها ، وهذا غير صحيح ، أتمنى فقط قمة ما أريده لا الوسط ولا جزء منه ولا غيمة صغيرة ، اعشق التطرف فإما كل كل شئ أو لا لاشئ . وليس ذلك حالي بكل شئ بل فيما يخص تلك الانا الاخرى التي تحتلني وتتحكم بي وهي محقة . لذا الرفض أحيانا ليس دليل تحدي بل احتياج تعويض . ولعل التطلع في الماضي لِما هو أكبر مني له سبب بل أسباب عديدة ، فكونك تتقبل القليل مما تمنحه لك الحياة ولا تهتم ، يجعلك عندما تتمنى وتحتاج وهو شئ واحد فقط يكن بقرب أعالي الجبال ووصولا للسماء . 

الثلاثاء، 22 يونيو 2021

هي

هي تعلم أنه لم توجد بعد الكلمة التي تحتوي كل الكلمات ، فلعلها كلمة .  ولم يوجد بعد ما يطيب ما بداخل الروح . ولم يوجد بعد من يفهمنا لا لأننا متميزين أو أفضل من غيرنا بل لأننا نتمنى اللاموجود والطمع به ، نطلب العوض نطالب بحياة ، نتمناهم كصدفة المحار نحتمي فيها وبها فتكن ملجأ وسكن وأمان . هي تعلم أن للأحلام حدود ، وللسعادة وقت أو زمان أو مكان ما ، وأن المعنى لما يحدث لنا وليس نحن المعنى ! 

وذابت بين عالم الواقع الذي لم تختاره وعالم الخيال الذي تهرب له ، اختلط العالمان معا فلم تستطع التفرقة بينهما ولا انتزاع نفسها منهم . ولأنها لم تجد نفسها في أيا منهم ، فكان الأفضل ترك كل شئ والتخلي عن كل شئ ، لا للبدء من جديد بعالم آخر وحياة آخرى مختلفة بل بالتقوقع داخل ذاتها والاحتماء فيها وبها وخلق عالم لها ، والخارج مجرد عدم كالذي يحيط بالكون ، موجود ولكن بلا وجود .