الخميس، 27 مارس 2014

الله
إن من حكم الله بدائع الخلق والنظر إلى نفسك والى مستقرك وهى الأرض وما عليها وسعتها وهذا الصنع ممسوك بغير عمد تقله أو علائق من فوقه ترفعه ونوصل من ذلك إلى التدبر في آيات الله في القران الكريم وفهم آياته فهذا هو باب المعرفة واليقين بالله  فاللهم استعملنا وإياكم بطاعته وجعلنا من أهل ولايته (وجعل الشمس سراجا )
والسراج نوره من ذاته والضياء ما أضاء لك وشعاع الشمس مركب من ألوان قوس قزح السبعة. وحركه الشمس ,, لاقامه الليل والنهار في الأرض كلها ففي نورها السعي للمعايش والليل راحة للأبدان. ولولا الغروب لاحترق كل ما على الأرض فالليل سكنا والنهار معاشا(قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة)
وإذا زاد النهار كان الحيوان لا يهدأ ما دام يجد الضوء ولا تمسك البهائم عن الرعي فتهلك واحترق النبات وجف من وهج الشمس ولو زاد الليل ما تحرك أصناف الحيوان لطلب المعايش ولعفن النبات, وانظر إلى اماله سير الشمس لو انخفضت من وسط السماء برد الهواء وظهر الشتاء وينشأ السحاب والمطر وتشتد أبدان الحيوان وتقوى أفعال الطبيعة وتعود الحرارة للشجر والنبات فيتولد فيها مواد الثمار , وإذا استوت وسط السماء اشتد الحر وظهر الصيف فيخمر الهواء وينضج الثمر وتجف الأرض فتتهيأ لما يصلح لها من الأعمال , وإذا كانت فيما بينهما اعتدل الزمان ,  وفى الربيع يطلع النبات وينور الشجر وتبدأ الحيوانات في التناسل , وفى الخريف  يصفو الهواء وترتفع الأمراض ويمتد الليل وتحسن الزراعة  
 (تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا) لولا القمر لكان الليل ظلمه لا ضياء فيها وربما احتاج الناس لبعض أعمالهم في الليل, وفى القمر علم الشهور والسنين ونور القمر اقل من نور الشمس لئلا ينشط الناس في العمل ونور القمر المكتسب من الشمس تستنير بها نصف كرته والنصف الآخر الذي لا يقابل الشمس مظلم , والكواكب فيها جزء من النور ليستعان به إن لم يكن ضوء القمر وعلامات على الأوقات لأعمال الزراعة والاهتداء في السفر برا وبحرا
(وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ) ولولا تدبير الباري بارتفاعها حتى خفي علينا شده مسيرها في فلكها لكانت تختطف الأبصار لسرعتها ,والنجوم المشاهدة بالعين لا تزيد عن300 ألف نجم من اى بقعه في الأرض  واقرب النجوم للأرض يبعد 4.4سنه ضوئية وابعد النجوم التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة بنحو مليون سنه ضوئية : والسنة الضوئية 20 مليون مليون من الأميال . وكوكب الأرض المسخر للدوران فى الفضاء هو كرة من الصخر يبلغ متوسط قطرها 12.740 كم ومتوسط محيطها 40.042 كم ومساحه سطحها 710 كم ,ومن أنواع الحياة النباتية يحي على الأرض وفى مياهها وتحت هوائها 41 مليون نوع  ونحو مليون نوع من أنواع الحياة الحيوانية  
 (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج ) إن السماء كالسقف في البيت والأرض كالبساط والنجوم كالمصابيح . خلق سبحانه وتعالى السماء ولونها اشد الألوان موافقة للأبصار وتقويه لها ولو كانت أنوار أو أشعه لأضرت الناظر إليها  فالنظر إلى الخضرة والزرقة موافق للبصر
  (والأرض فرشناها فنعم الماهدون) جعل الله الأرض مهادا ليستقر عليها الإنسان الحيوان ومسكن يكنه من الحر والبرد ومدفن يدفن فيه ومحل للنبات لقوته والأرض باردة يابسة بقدر فلو أفرط في اليبس كانت حجرا صلدا لا تنبت النبات وما تيسر حفر الآبار ولم يمكن أن تظهر الطرق وعسر السير عليها  وما استطاعنا أن  ننتفع بالمعادن بأنواعها لما فيها من الجمال والزينة من ذهب وفضه وأيضا للأعمال كالحديد والنحاس  ولا يستقيم الحرث والزراعة لدفن الحب إلا بعد أن تلين الأرض بالنداوة . ومن لين الأرض وترابها يستخدم في البناء والفخار وأيضا سهوله حفر الحيوان لها واتخذها بيت .
(وجعل فيها رواسي ان تميد بكم ) وهذه الايه دليل قرآني على حركه الأرض ودورانها إذ لا يحيد إلا المتحرك والجبال أرساها حتى لا تترجج الأرض بالناس والحماية من حر الشمس وتخفيف حركه الهواء فمع الهواء والشمس بدون الجبال لن نجد ماء إلا بعد الحفر والمشقة في باطن الجبل ويوجد الثلج على الجبل محفوظا إلى أن يحل حر الشمس فينتفع بالماء وينبت في الجبال أنواع من الأشجار والعقاقير والأخشاب العظيمة للسفن  والجبال أعلام يستدل بها المسافرون.
ونوع الأخشاب تختلف حسب نوع الغابات فغابات المناطق الحارة تمتاز بمتانتها فتستخدم في الأثاث والمناطق الباردة وهى غير متينة منها الصنوبر لصناعه الورق ومنها أشجار البلوط ويؤخذ منها الفلين لصناعه السدادات وقوارب النجاة.

(تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وان من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا)  فسبحان الله الذي لا اله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا
والحمد لله الذي لم يكن له ولد ولا شريك في الملك  اللهم لك الحمد .

                                            


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق