الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

الحياة 1

كتب دانتي علي باب الجحيم " اتركوا اي أمل في الخروج " كذلك الحياة همست لنا عند ولادتنا اتركوا اي امل في اي شئ ترغبون  فيه لهذا نعلو بالصرخات .
الحياة لا تُقاس بما كسبت منها ولكن بكم فقدت وخسرت من روحك , ولا كم تغيرت , ولا كم ندبة لديك منها ومن أهلها !
تقاس بمدي الجنون والرغبة في الابتعاد عن العقل , ولأن الخوف يقتل الحياة نبحث عن الجنون والحرية لنحيا .
تقاس بمدي اشتياق الروح للحرية من عبودية الجسد , بمدي نمو أجنحة القلب للطيران بالملكوت , بمدي ملأ الفراغ المحيط بحلمك . تقاس بالسند , هل تمتلك سند عند فرحك قبل حزنك ! بالشجاعة في إظهار ضعفك عند الضعف , بعدد ضحكات القلب وذكرياته المحفورة فيه . ولكن من المهم أن نتعلم فن الانتظار , فمن لا يُجيد الانتظار لا يُجيد الحياة . ونحن لا نُجيد الانتظار فمن يطيق له صبراً !

الغريب انه لا توجد طريقة ولا كتاب لتعلم وفهم الحياة , نحن نُكسر ونتألم لنتعلم وأحيانا لا نتعلم .
ونعلم أن الألم وصفعات الحياة جزء من الحياة وهم درجات , إما تصل للجنون من كثرة الوجع أو اللامبالاة تجاه كل شئ وأي شئ . فلا وسط مع الحياة ومن نراهم يدورون كما الثور بالساقية دليل علي سطوة الحياة .
ولعل الحياة تتلذذ بالفوضي والخراب بداخلنا , لعل ما كسرنا أمس يجعلنا أقوي غدا , ولعل الأمل مرض واليأس دواء , ولعل القلب القاسي كان كالرمل ثم تحول لحجر بفضل الحياة .
ولعل الحياة تنتقم منا لأن الموت ينتظرها , أو لأننا نقاومها ونسرق لحظات فرح , ولأننا لا نيأس أحيانا ونبحث عن الأمل !
ولعل كل شئ باطل وزائف وزائل ونحن وهم يبحث عن وهم !
ولعل كثرة السؤال والبحث هي التي أفسدتنا في فقد متعة الحياة بالانشغال مع العقل وجعل القلب يابس والروح تائهه والجسد ذابل , حتي العقل بدأ في فقد سيطرته علي نفسه !
الكثير يبحث ويريد العمق والاجوبة ولكن لعل الهاوية هي الطريق للفهم والوصول لعمق الحياة والحقيقة فإما نصعد بعدها أو نتأكد أن لا فرق !

لا نتمني إلا أن نجد ما يستحق الانتظار بالحياة , كي لا ننفصل عنها ونظل فيها جسد ـ أو بقايا جسد ـ بلا روح , كفرع شجرة سقط منها فلا يستطيع الرجوع ولا يمكنة البدء وينتظر المجهول .
أملك هذه الرغبة بالحياة ولكنها لا ترغب فيّ ولا أعلم لِما الحياة وفية جدا لما لا أريد ولِما لا أجد الطريق لأكون ! ما ضررها في ذلك لا أعلم .

ثم مع الوقت تكتشف قواعد وفلسفة الحياة وهي : لا تقترب مني فتحترق ولا تبتعد عني فتتحجر !
أنت تفكر إذن أنت تسعي للجنون والوحدة والألم ووو و وتسعي لللعنة !
لا تخاف من الضوضاء والعواصف بداخلك ولكن ارتعب من الهدوء واللامبالاة خارجك !
تعلم الاكتفاء بنفسك كي لا ينقصك قرب أحد أو يؤلمك بُعده !
من المفيد أحيانا إهدار طاقة العقل وعدم استخدامه ولكن من الأفضل وقف استخدام القلب تماما !
اسمي لا يدل علي حقيقتي فكلِ موت , أنا الغائبة عن المعني , أرفع الوضيع وأذل العزيز , أحب من يبتعد عني وانسي من يلهث ورائي !
إن أردت أن تعيش بعقلك وتلغي قلبك فسأمضي بلا معني , وإن أردت أن تعيش بقلبك وتلغي عقلك سألعب بك , وإن أردت أن تلغي عقلك وقلبك فستكون مت قبل موتك !
العجيب أن فلسفتها من كثرة الصراحة بها لا نصدقها ! الحياة من كثرة وضوحها كالشمس لا نقدر علي رؤيتها ولا فهمها !

نحن لا نعلم كيف نعيش ولا كيف نبدأ الحياة ولكن نفكر ونريد ونخطط للنهاية ونحن لم نبدأ بعد !
أيتها الحياة أحي ما مات بداخلي . ولا تدفعيني أكون شخصاً آخر لا أحبه ولا أحترمه .

أنت فقط لا تفهم ولا تعي بعقلك الممتلئ بخيال الكتب ودراما الأفلام , أن الحياة بما ومن فيها لا يعلمون ولا يشعرون بوجودك , فكن داخل صحاري عقلك وكيانك وانسي وانس كل شئ .
فكثرة الأسئلة هي التي تجعلنا ندور في حلقة مفرغة وتجعل العقل يتمني الانكماش والذوبان والانتهاء , تجعل الحياة صعبة ومعقدة , فننشغل عن الحياة والتمتع بها , والسبب في انشغال العقل وفراغ الروح هو عدم وجود شغف يملأ حياتنا .
من يمتلك عقل فقط يهزمه قلبه ومن يمتلك قلب فقط تكسره الحياة . ولا يد لنا في الاختيار ويالحظ من فقد الاثنين .

ولكن أسوأ ما قد يحدث لك أن تجوع روحك ويزهد جسدك وتُسجن داخلك , فالحياة بما ومن فيها لا يحرك فيك شيئاً . كنت أتمني أن أكون في الحياة وعلي قيد الحياة لا علي قيد الانتظار ولكن أشكو حالي لحالي .
ولكن الرياح دائما تأتي بما لا تشتهي أرواحنا ولكن بما تشتهي الحياة , فالجحيم عندما تجبرني الحياة علي الاختيار , وهو اختيار في غرفة مظلمة وتسألني أختار مما أراه . فعلا الحياة ممتلئة بالاختيارات ! 
فارغة من الحياة , ممتلئة بالأسئلة , مكتفية من الوحدة والصمت , مكسورة من الداخل ومجرد صورة هشة من الخارج . خاوية ... اشتهي السُكر بالسعادة والحياة والحب .
من كثرة الإعادة وتكرار وملل كل شئ , أشعر وكأني نسخة مكررة من شئ قديم لإستكمال حلقة الملل بالحياة ! 

لا تنسوا الدعاء للمسجون ظلماً بالحياة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق